بمناسبة اليوم الدولي لإحياء ذكرى تجارة الرقيق وذكرى إلغائها
المقومات : “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً”
شعار رفعه المسلمون لمحاربة الرق والعبودية بكل أشكالها
“متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً” بهذه المقولة المعبرة المنسوبة للصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه استهلت جمعية مقومات حقوق الإنسان بيانها الذي أصدرته بمناسبة “اليوم الدولي لإحياء ذكرى تجارة الرقيق وذكرى إلغائها” لتؤكد على عظمة الشريعة الإسلامية وجمالها وكمالها الذي تمثل في محاربة الرق والعبودية والاسترقاق والسخرة بكل أشكالها وألوانها لتحفظ بذلك كرامة وآدمية الإنسان انطلاقا من قوله تعالى في سورة الحجرات : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)، بل تجلت روعة الإسلام كذلك بالترغيب والحث على تحرير العبيد والرقيق من خلال عتق الرقاب وجعلها قربى وطاعة لله عز وجل، وجاءت بعصرنا الحاضر الاتفاقيات والصكوك الدولية والأممية لتؤكد على تحرير الإنسان من العبودية والاسترقاق وتكرس مجموعة من المبادئ والقيم تناهض بها الرق وهو ما سبقهم إليه الإسلام قبل أكثر من ألف عام.
وأكدت الجمعية على أهمية أن يتكاتف العالم لمحاربة كل أشكال الرق والعبودية والأسباب الناشئة عنه والتي لا تزال رواسبها للأسف الشديد موجودة في عصرنا الحاضر ولكن بصور مختلفة، وعددت بعضا من هذه الصور كالاتجار بعاملات المنازل ببيعهن وشرائهن كأنهن سلع تجارية، وتكليفهن من الأعمال بخلاف ما اتفق عليه أو تكليفهن بما لا يطقن من الأعمال أو في ظروف مناخية صعبة كإجبارهن على غسل السيارات في البرد القارس صباحا بالشتاء، مشيرة بأن من صور السخرة كذلك ما نراه بطريقة منظمة من استغلال الأطفال بالعمل بالشوارع وعلى الارصفة والبسطات كأطفال (البدون) المحرومين من حقوقهم، ونسبة غير قليلة من الأطفال العرب ممن تعاني بلدانهم من جحيم الحروب والصراعات والثورات، فهؤلاء الأطفال مكانهم مقاعد الدراسة والأماكن الترفيهية والرياضية وليس على قارعة الرصيف، وسلطت الضوء على صورة أخرى مؤلمة من صور الاسترقاق، كالذي يعانية نساء وأطفال الروهنجيا من بيع واسترقاق وممارسة أقسى أنواع العبودية تحت وطأة الخوف من القتل والتعذيب والتشرد.
وذكرت المقومات بالإحصاءات التي أعلنت عنها منظمة العمل الدولية التي تبين أن حجم الهجرة السرية قد وصل الى 15% من عدد المهاجرين فى العالم والبالغ عددهم حسب الأمم المتحدة 180 مليون شخص، بخلاف ملايين الضحايا من العمالة القسرية أو السخرة، بل أشارت منظمة العمل الدولية إلى وجود ما يقارب 7 مليون طفل يعانون من السخرة والعمل الإجباري، الأمر الذي بات يحتم على المجتمع الدولي أن يعمل جاهداً لتأمين الحماية لهؤلاء الضحايا ويلاحق تجار الرقيق ومن وراءهم أينما وجدوا ومهما كان نفوذهم وسلطانهم، مشيدة بقرار مؤتمر (جنيف) المنعقد عام 1956 والذي أفضى الى منع الرِّق والعمل على القضاء عليه ومسح آثاره التي كانت في يوم من الأيام وصمة عار وشنار على جبين الإنسانية وخير شاهد على ذلك ما عاناه أكثر من 200 مليون من أبناء أفريقيا الغربية من الرق والاستعباد خلال خمسة عقود على أيدي البرتغاليين وغيرهم في عصور القرون الوسطى.
جمعية مقومات حقوق الانسان
دولة الكويت
24/8/2015